قال مدير إدارة الاستثمار الدولي في بيت التمويل الكويتي- بيتك- عماد يوسف المنيع إن صناعة الخدمات المالية الإسلامية انتشرت وتجاوزت الاستثمارات الإسلامية حدودها الإقليمية واحتلت مكانة مرموقة وتوسعت أعمالها ، حيث قدمت صناعة الخدمات المالية الإسلامية باقة من الأدوات والخدمات الاستثمارية الجديدة والمبتكرة ، وبطرحها لتلك الأدوات قدمت للعالم بديلا استثماريا واقتصاديا متميزا بمطلقاته ومعاييره الأخلاقية .
وأضاف المنيع في كلمته أمام مؤتمر الاستثمار في الدول الأجنبية ضوابطه ومخاطره الذي بدا أعماله أمس الاثنين وجرى خلاله تكريم بيتك لدوره الرائد في العمل المالي الاسلامى لنحو ثلاثة عقود " نجحت صناعة الخدمات المالية الإسلامية في مجتمعاتها وشهد العقد الأخير من القرن الماضي حالة من النمو لكافة مؤشراتها وتغلبت على العديد من التحديات، واستطاعت تصميم مجموعات متنوعة ومتزايدة من الخدمات والمنتجات المالية والمصرفية جعلها تفرض وجودها الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أنها مدعوة اليوم أكثر من إي وقت مضى إلى تصميم تشكيلات متنوعة وجديدة من الخدمات والمنتجات وتقديمها بسرعة وبكفاءة وبتكلفة اقل لكي تنافس بها المصارف التجارية والاستثمارية وتثبيت قدرتها على البقاء والنمو .
وقال : تستطيع صناعة الخدمات المالية الإسلامية مواجهة تحديات العولمة والاستفادة منها إذا أحسنت استغلالها وتسلحت بميراثها الحضاري والفكري والاقتصادي واستعملت وسائل الأعلام للتعريف بها .
وأشار المنيع إلى أن صناعة الخدمات المالية الإسلامية شهدت طلبا خارجيا مزدوجا من قبل المؤسسات المصرفية والاستثمارية العالمية العريقة وعلى مستوى الأفراد من المسلمين وغير المسلمين، فظهرت صناديق استثمارية عقارية في عواصم المال العالمية مثل لندن ، وباريس ، وفرانكفورت، والولايات المتحدة الأمريكية، وتم تطوير عدة أدوات مشتركة مثل المرابحات الدولية. وعقد العديد من الصفقات التمويلية الإسلامية المشتركة وفي هذا الصدد نجحت العديد من المؤسسات في دخول العديد من الأسواق الأجنبية وعلى سبيل المثال تمكن بيتك من إصدار أول صكوك إسلامية لولاية ألمانية هي ولاية سكسوني كما أعلن عن إدراج العديد من إصدارات الصكوك في بورصة دبلن بايرلندا لتكون بذلك أول صكوك إسلامية تدرج هناك وتصبح قابلة للتداول مما سيوفر سيولة للمستثمرين المساهمين فيها مما يؤدى إلى خلق سوق ثانوية عالمية للصكوك.
وقدم المنيع أمثلة لجهود الاستفادة من الأسواق العالمية والتطورات الايجابية في المجالات المصرفية والاستثمارية والتكنولوجية وثورة الاتصالات، وانفتاح الأسواق الأجنبية أمام الاستثمارات الإسلامية في ظل مناخ متميز للاستثمار ومخاطر محدودة وبيئة تشريعية ورقابية تراعى طبيعة تلك الاستثمارات في الأسواق الإسلامية والأجنبية،حيث تم تأسيس بيتك- تركيا عام 1989 برأسمال وقدره 12 مليون دولار أميركي و يمثل هذا البنك فرصة جيدة بعد افتتاحه فرعا في البحرين ومكتب تمثيل في ألمانيا والسعي لبناء جسور للتعاون بين أوروبا ودول مجلس التعاون والعمل كذراع استثماري لبيتك في أوروبا ، كما تم افتتاح بيتك- ماليزيا عام 2006 برأس مال قدره 380 مليون رينجت ماليزي ( 100 مليون دولار أمريكي) كمرحلة لها أهميتها الخاصة في إستراتيجية التوسع والانتشار حول العالم ، وقد لاقى البنك الجديد إقبالا متميزا في ماليزيا وبدأت مشروعاته واستثماراته تؤتي أكلها ليكون جسرا بين المنطقة الخليجية ومنطقة آسيا حيث تعد الأخيرة من أكبر الأسواق القابلة للنمو بما توفره من فرص استثمار تبدو الأفضل والأكبر على مستوى العالم.