بيت التمويل مؤسسة عملاقة، لكن رئيس «بيتك» متواضع! هذا هو سمير النفيسي في أول إطلالة إعلامية له خاصة بـ القبس، إذ ظهر في منتهى الواقعية، وبكثير من الصراحة. لم يلجأ إلى أي مبالغة، ولا هو عمد إلى أي نفخ مصطنع، كما انه لم يرفض الحديث عن مشكلات القطاع المصرفي، ولم يأخذه الإعلام إلى أي «بروباغندا» تضخيمية، ولا إلى أي زهو في غير محله.
في حواره مع القبس كان النفيسي قارئاً جيداً للأحداث، فهو لم يصرخ طلباً للتدخل الحكومي لإنقاذ المصارف والسوق، لأنه يفهم الطبيعة السياسية المعقدة للبلاد، ولأنه يصرّ على ان كل بنك عليه مواجهة التحديات بالأسس المهنية السليمة المتبعة في هكذا حالات من الأزمات، كما انه كان مباشراً في الحديث عن التحديات المستمرة، غير عابئ بما يتبعه البعض من دفن للرؤوس في الرمال، ولا هو كان مأخوذا بمجد من هنا، وعظمة من هناك.
سمير النفيسي طاقة مصرفية كامنة، تعمل بصمت، وهو مؤمن بتوزيع الصلاحيات بلا أي مركزية اتضح انها في غير محلها، فها هو يتحدث عن الجهاز التنفيذي ومجلس الإدارة، كما لو أنهما في شراكة عمل كاملة من دون أي مصادرة لدور هذا على حساب ذاك. وعلى الرغم من صدارة «بيتك» في مجالات عدة، لا سيما في الودائع والأصول والانتشار الناجح، إلا أنه تجنب التضخيم، ولم يلجأ الى الدعاية، تاركاً ذلك لآخرين. ورغم ذلك تراه واثقاً بمستقبل «بيتك» إذ يقول: إن «بيتك» مؤسسة مصرفية كبيرة متنوعة الأنشطة والخدمات، ومنتشرة في 3 قارات حول العالم.
وأضاف: نتمتع بمرونة عالية وكبيرة في امتصاص أي صدمات، مشيراً إلى أن «بيتك» مستمر في مواصلة المسيرة، معلناً أن معظم الأزمة أصبح وراء ظهرنا. وقال النفيسي: «بيتك» سيخرج من الأزمة أقوى وأكثر صلابة. وأشار إلى أن كثيراً من منهجيات العمل المصرفي تغيرت بما يتماشى مع متغيرات أخرى بفعل الأزمة، وطمأن المساهمين الى أن «بيتك» متماسك بقوة.
وشخَّص عدة أوضاع محلية، منها ان خطة التنمية لم تأت بالمفهوم الشامل، مشيراً إلى أن ما تم الترويج له غير ما تم طرحه، معتبراً أن أضلاعا كثيرة تنقصها، منها الخصصة وطرح مشاريع تنموية حقيقية ذات تأثير ملموس.
وتوقع استمرار بعض التحديات في 2012، إلا أنها قد تكون ذات نفس قصير، معرباً عن تطلعه إلى أن يسود الاستقرار السياسي، بما ينعكس على اهتمام السلطتين بالشأن الاقتصادي.. وفي اللقاء قضايا وملفات أخرى.. فإلى التفاصيل..
بالنسبة لمشروع اعادة الهيكلة، اين وصلتم مع بوز اند كومباني؟ وهل من ملامح محددة للخطة؟ وما الصورة التي تهدفون اليها من وراء هذه الخطة؟
ــــــــ هذا الامر يأتي كاستحقاق في مرحلة فاصلة سواء محليا او عالمياً، ان توجهنا الى احد بيوت الخبرة العالمية لا ينقص من بيتك شيئا، بل هي وقفة للتقييم وتحديد وجهتنا المقبلة، وبوز اند كومباني تم اختيارها بناء على مهنيتها العالية وقبل اختيارها استعرضنا عدة جهات في مجلس الادارة، في النهاية اتخذنا القرار باختيار الانسب لبيت التمويل الكويتي، ان الوضع الذي مر فيه الاقتصاد العالمي والكويتي بصفة خاصة من ظروف صعبة وتحديات لا تزال موجودة يستلزم درس الوضع بكافة جوانبه.
وما نمر فيه في «بيتك» حالنا حال البنوك الاخرى كافة حتى العالمية منها ولسنا استثناء وهدفنا ان نعيد الهيكلة المالية والادارية لبيتك لمرحلة مالية مستقبلية جدية بفكر وتوجهات تواكب المستجدات، وهذا ما تم الاتفاق عليه في مجلس الادارة وننتظر ان يقدم لنا المستشار مقترحات للمرحلة المقبلة والتصور النهائي.
إعادة الهيكلة
ماذا تهدفون من عملية اعادة الهيكلة؟
ــــــــ اعادة الهيكلة يفترض ان تنقلنا من وضع حالي الى وضع مستقبلي افضل، على سبيل المثال، بعض الاعمال المتكررة قد يتم دمجها في ادارات محددة وواضحة المهام، هناك كوادر معينة سيتم توزيعها بشكل انسب بما يحقق اقصى فائدة ممكنة لصرح بيتك، وعموما يوجد هيكل اداري ومالي بشكل عام سيعاد النظر فيه ليناسب ويلائم المرحلة المقبلة بتحدياتها المستقبلية والاستعداد لانطلاقات ونجاحات جديدة.
هل الاستعانة بمؤسسة بوز اند كومباني نتاج تعثرات او هزات داخلية مقلقة في البنك؟
ــــــــ هذه ليست المرة الاولى، فقد سبق وان استعنا بأحد بيوت الخبرة قبل سنوات وكان ذلك بهدوء تام كونها كانت فترة ما قبل الازمة، لكن في هذه الظروف التي تشهد تحديات عالمية فربما تحمل هكذا عملية هذه الدلالات والتأويلات، لكن نطمئن المساهمين عموما بأن هذه المراجعات الدورية تزيد البنك صلابة وقوة، كما ان البنك الجيد لا بد ان يقيم مسيرته ويدرس وضعه في كل مرحلة بتحدياتها ويعيد النظر في بعض الاجراءات، والمهمة تقييمية يليها مقترحات وتصورات. والمستشار انطلق