احتفلت كلية الشريعة بجامعة الكويت بتخريج 20 طالبا أتموا برنامجا استمر عاما كاملا حصلوا في نهايته على شهادة دبلوم متخصصة في الاقتصاد الإسلامي هي الأولى من نوعها على مستوى العالم وذلك بالتعاون مع بيت التمويل الكويتي "بيتك " وذلك بحضور مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني وعميد الكلية د.محمد الطبطبائي ونائب مدير عام "بيتك " محمد سليمان العمر وعميد معهد الدراسات الإدارية الشيخ صباح المالك الصباح .
وفي كلمته أكد الدكتور محمد الطبطبائي على أن دور الكلية لا يقتصر فقط على التدريس ومنح الشهادة العلمية في المستويات الدراسية الثلاثة ( الليسانس والماجستير والدكتوراه ) بل يتعداه إلى خدمة المجتمع بشتى الطرق والوسائل ، وما هذا البرنامج سوى جهد مبذول في هذا الإطار ستتبعه بإذن الله في قادم الأيام جهودا أخرى وأشاد بمساهمات كل الذين اشتركوا في وضع هذا المقترح موضع التنفيذ ومن ثم المباشرة في تطبيقه حتى كتب الله النجاح لهذه الفكرة ويتم الاحتفال بتخريج هذه الكوكبة من الخريجين وهم كلهم من موظفي "بيتك" الذي لم يعد اليوم المصرف الإسلامي الرائد في الكويت والمنطقة بل أن شهرته وريادته أصبحت على المستوى الدولي .
دور رائــد
من جانبه أعرب مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني عن تطلعه إلى تخريج دفعات جديدة من الكوادر البشرية التي تؤمن بمنهج عمل المؤسسات المالية الإسلامية والتي باتت موزعة في جميع القارات ولها تواجد مباشر وغير مباشر في جميع البلدان وتؤتي أكلها كل حين.
واسترجع قباني بذاكرته إلى فترة منتصف الستينيات حينما كان يدرس في الأزهر بجمهورية مصر ومشاهدته المناظرات والمناقشات التي كانت تدور بين أنصار قيام الاقتصاد الإسلامي وكانوا حينها قلة وبين العلماء والفعاليات الاقتصادية التي لا تؤمن به ، وكيف كانوا يؤكدون على أن كل جهد يبذل في هذا الصدد هو مضيعة للوقت وللجهد لا طائل من ورائه ، وكانوا يؤكدون استحالة قيام ونجاح مصرف يعمل وفقا للشريعة الإسلامية ، ويدور الزمن دورته وتقوم بدلا من مؤسسة مالية إسلامية ، تقوم صناعة مالية إسلامية تشهد نموا مستمرا هو الأكبر من نوعه بين الصناعات والقطاعات الاقتصادية في العالم ، حتى بدأنا نرى ونسمع عن بنوك عالمية تؤسس مصارف إسلامية ، مؤكدا على أن الكويت التي تسجل ريادة في العمل الخيري ، سجلت أيضا الريادة في السعي نحو الاقتصاد الإسلامي ومنها يشع هذا النور .
إنجــاز مهم
من جهته شدد نائب المدير العام في "بيتك" محمد سليمان العمر على أهمية هذه الشهادة العلمية باعتبارها الأولى من نوعها في المنطقة ... وهي بذلك تعتبر إنجازا مهما لكلية الشريعة ولعميدها الدكتور الطبطبائي الذي لمس بفكره ورؤيته الثاقبة حاجة الصناعة المالية الإسلامية التي باتت اليوم إحدى دعامات الاقتصاد الوطني ليس في الكويت فحسب بل في أكثر الدول الإسلامية إلى مثل هذا النوع من الدراسات المتخصصة ... والتي تم تصميم مناهجها ومحتوياتها ليس فقط وفق الحاجة الحالية للمؤسسات المالية الإسلامية ... بل في الاتجاه الذي يمكن الخريجين من هذه البرامج الدراسية من المساهمة الفعالة في تطوير وتوسيع نطاق هذه الصناعة.
طمـوح ورغبة
ونبه العمر الخريجين إلى أهمية أن تقترن الرغبة في العمل لدى المؤسسات المالية الإسلامية بالطموح بأقصى درجاته إلى التطور الوظيفي والذي يدفع بصاحبه إلى الارتقاء على السلم الوظيفي من جهة ويعمل على دفع الصناعة المالية الإسلامية قدما من جهة أخرى ... وأشار في هذا الصدد إلى تجربته الشخصية في مجال الاستثمار حيث كانت الأدوات الاستثمارية المتاحة أمام عملاء المصارف الإسلامية محدودة في حين باتت اليوم هذه المصارف وعلى وجه الخصوص بيت التمويل الكويتي "بيتك" يحظى بدور رائد في مجال إدارة الثروات من خلال توفيره لعدد كبير من الصناديق التي تعمل في شتى المجالات سـواء العقـار منها أو الصناعـة أو الخدمات بل حتى في النقل الجوي والبحري ... وتسجل الصناديق التي يديرها "بيتك" أعلى معدلات للأداء ... حتى أصبح اسم "بيتك" يقترن بنجاحه بدوره