فتح بيت التمويل الكويتي-بيتك- مجالا جديدا أمام المصارف الإسلامية في قطاع ينمو بشكل مطرد وفى معظم دول العالم وفى صفقة هي الأولى من نوعها لبنك اسلامى يقوم بموجبها بشراء وبيع منتج جديد وهو الطاقة الكهربائية وفق عقد شرعي بهيكلية مبتكرة تتألف من المرابحة وبيع السلم ، الصفقة وقيمتها 50 مليون دولار امريكى يشترى بيتك بموجبها طاقة كهربائية من شركة الطاقة البريطانية (بريتش اليكتريك British Electric) ويبيعها إلى بنك ميريل لنش Merril Lynch لينقل بذلك الصفقة من مرحلة تصور نظري إلى واقع عملي مما يفتح مجالات العمل واسعة أمام المصارف الإسلامية بهذا المجال المهم ، بعد أن وضع بيتك أسس التطبيق وأصبح ممكنا في اى مكان وعلى اى شكل من أنواع الطاقة الأخرى .
وأوضح مدير إدارة الاستثمار الدولي عماد يوسف المنيع في تصريح صحفي إن الصفقة ومدتها أربع سنوات تتضمن شراء بيتك ما قيمته 50 مليون دولار من الطاقة الكهربائية التى تنتجها شركة الطاقة البريطانية اكبر شركة لتوليد الكهرباء في المملكة المتحدة ومن ثم بيعها إلى مصرف ميريل لنش بصفته موزع لشبكة المستهلكين ، وبذلك يقوم بيتك بدور المورد فيشترى الكهرباء التى يتم إنتاجها من قبل الشركة ثم يقوم بتوريدها إلى المشترى الرئيسي وهو بنك ميريل لنش.
واعتبر المنيع أن هذه الصفقة سواء بهيكلتها الجديدة أومجال عملها المتمثل بالمتاجرة في الطاقة سابقة في مجال عمل البنوك الإسلامية ومبادرة من بيتك بحكم ريادته يفتح بها أسواقا جديدة أمام المصارف الإسلامية خاصة وان مخرجات الطاقة بكافة أشكالها تحظى بطلب متنامي وأهمية بالغة في مختلف بلدان العالم لاسيما الصناعية منها ، كما أن فوائض الطاقة والتى تختلف كمياتها من بلد إلى آخر حسب الإمكانيات ومعدلات الإنتاج ، يمكن أن تخلق سوقا جديدة من بعد توفير مصادر التمويل لنقل هذه الطاقة إلى الدول والمجتمعات الأكثر احتياجا إليها ، كما أن النجاح في تطبيق هذه الصفقة يمهد لتكرارها في أماكن أخرى ومع شركات تنتج أشكالا أخرى من الطاقة ، مشيرا في ذلك إلى الدور الريادي الذي لعبه بيتك في مشروع ايكويت وهيكلة المشروع والمساهمة فيه جنبا إلى جنب مع مؤسسات التمويل التقليدية ، وهو النهج الذي سارت عليه المؤسسات المالية الإسلامية فيما بعد ، على ضوء الأسس القانونية والتشريعية التى وضعها بيتك في مشروع ايكويت ، وأصبح من المألوف أن نرى مؤسسات مالية إسلامية وتقليدية تعمل معا في مشروع واحد دون أن يخل ذلك بأسس عمل اى جانب سواء كانت شرعية أو تقليدية ، مما اعتبره المراقبون انجازا تاريخيا في مسيرة العمل المالي الاسلامى يعود الفضل فيه إلى بيتك.
ونوه المنيع إلى أن الصفقة تحمل العديد من المزايا الفريدة التى تعبر عن الفكرالابتكارى الذي يعتمده بيتك في معظم أنشطته ، حيث تم هيكلة الصفقة بشكل جيد معتمد من الهيئة الشرعية في بيتك ،مع شركاء يتمتعون بأداء مالي وتشغيلي جيد بالإضافة إلى مجال العمل الذي يعد الأول من نوعه ، من حيث قيام مصرف اسلامى بتوريد الطاقة إلى المستهلكين بعد شرائها من مصدر الإنتاج ، علاوة على أنها تفتح أمام بيتك مجالات عديدة في الأسواق العالمية والتعامل مع شركات في منتجات مماثلة اومختلفة بنفس هيكلة الصفقة اوبصيغ أخرى ، وإذا ما نظرنا إلى الجانب الابتكارى والعوائد المجزية المتوقعة والتصنيف الائتماني العالي للصفقة فإننا بكل تأكيد أمام انجاز نوعى مهم وغير مسبوق من قبل بنك اسلامى في المنطقة والعالم .
ومشاركة بيتك في هذا المشروع ما هي إلا مواصلة الكبرى في مساهماته في المشاريع التنموية الكبرى مثل تمويل محطات الطاقة والاتصالات والبني التحتية والمواصلات وغيرها بحجم أموال أكثر من ملياري دولار على مستوى المنطقة والعالم مما يعد مساهمة في جهود التنمية وخطط التطوير والتحديث في المجتمعات تحقيقا لدور اكبر وأوسع للعمل المالي الاسلامى بكافة أشكاله.