أكد المدير العام لبيت التمويل الكويتي «بيتك» محمد سليمان العمر، ان «بيتك» اتخذ خطوة رائدة من مساهماته النوعية المتعددة التي تضيف مجالات جديدة إلى عمل البنوك الاسلامية بإنشاء شركة برأسمال 100 مليون دينار (350 مليون دولار) مملوكة بالكامل لـ «بيتك»، مختصة بتطوير سوق الادوات المالية الاستثمارية وفق الشريعة الاسلامية، وعلى وجه الخصوص الصكوك التي تعد البديل الشرعي للسندات بالاستثمار والتداول في السوق الثانوية لاصدار الصكوك، مما يمهد لإقامة سوق لتداول الصكوك التي تصدرها المؤسسات المالية الاسلامية حول العالم، وذلك لأول مرة في تاريخها.
واوضح خلال الغبقة التي أقامها «بيتك» للصحافيين امس الاول في فندق المارينا، أن مبادرة «بيتك» بإنشاء الشركة يعزز دوره كصانع سوق من خلال المساعدة في تحقيق عمليات اصدار ومن ثم بيع وشراء الصكوك المصدرة والمصنفة ائتمانيا، وبالتالي تحقيق ما تفتقده الصناعة المالية الاسلامية الآن، إذ لا يوجد مجال لحاملي هذه الصكوك من الشركات والافراد لتسييلها والحصول على عائد نقدي سريع من خلال سوق يتم فيه التبادل بتقييم عادل، وكذلك الامر عند رغبة البعض في اقتناء صكوك بعد انقضاء عملية الاصدار، اي ان دور «بيتك» سيكون توفير البدائل امام الراغبين في بيع او شراء الصكوك ما سيوفر مرونة اوسع في مجال الصكوك كمنتج اسلامي متميز.
وأردف قائلا: لقد استقرت قيمة سوق الصكوك الدولي عند 24.5 مليار دولار (حصة «بيتك» منها تتجاوز 4 مليار دولار) خلال النصف الأول من 2007 بنسبة 75 في المئة زيادة عن العام السابق، ومن المتوقع طرح صكوك بقيمة 16 مليار دولار في السوق في نهاية العام الحالي.
وتابع: ان المؤسسات والشركات في دول مجلس التعاون الخليجي أصدرت صكوك شركات بقيمة 6.3 مليار دولار في النصف الأول من 2007، مقابل إصدارات بقيمة 9 مليارات دولار في 2006، ومن المتوقع أن يبلغ حجم الصكوك الدولية التي لم يتم سداد قيمتها، سواء كانت صكوكا سيادية أو صكوك الشركات، 70 مليار دولار في منتصف 2008 و225 مليار دولار بحلول 2010. مضيفا ان معدل تداول الصكوك يتراوح في الوقت الحالي بين 100 و200 مليون دولار في الشهر، وتمثل ماليزيا نحو 36 في المئة من إصدارات الصكوك التي لم تسدد قيمتها، ويمثل المُصْدِرون في الخليج أكثر من 30 في المئة منها.
وقال العمر ان حجم المشاريع المزمع تمويلها في منطقة الخليج وحدها سواء من قبل القطاع الخاص او الحكومات خلال السنوات العشر المقبلة، يصل إلى 800 مليار دولار، ولعل الصكوك تكون من ابرز ادوات التمويل التي يمكن ان تساهم في توفير سيولة لهذه المشاريع، وبالتالي المساهمة في جهود التنمية والتطوير في مجتمعاتنا الخليجية كإحدى ادوات ووسائل العمل المالي الاسلامي الذي يقوم اصلا على مفهوم إعمار الارض.
واكد العمر انه على صعيد السوق المحلية والنمو في الحصة السوقية لـ «بيتك» وتعاظمها يوما بعد آخر بشكل اصبح فيه «بيتك» صانع سوق رئيس ومحركا ايجابيا لكثير من مكونات السوق، في ضوء استراتيجيته لدعم التاجر وتنشيط السوق لخدمة مصلحة الجميع بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني. فإن البيانات تظهر نموا كبيرا حققه «بيتك» في حصته السوقية من ودائع العملاء، ووصلت حصة «بيتك» في نهاية النصف الأول من العام الجاري إلى مستوى 24.5 في المئة من اجمالي ودائع العملاء في البنوك الكويتية. مشيرا الى ان «بيتك» حقق أرباحا إجمالية للنصف الأول من العام الحالي قدرها 249.4 مليون دينار، بنسبة نمو 48 في المئة، وبلغ حجم الودائع للنصف الأول 4.822 مليار دينار بزيادة 1.238 مليار دينار وبنسبة زيادة 35 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وبلغ معدل العائد على الأصول 3.3 في المئة سنويا، كما بلغ معدل العائد على حقوق المساهمين 30 في المئة سنويا.
وأشار إلى ان البيانات تظهر انه خلال أكثر من خمس سنوات وحتى نهاية النصف الأول من العام الحالي، تحقق نموا في اجمالي ودائع العملاء لدى البنوك بنسبة 116في المئة، حقق «بيتك» الحصة الاكبر في هذا النمو، فنمت ودائعه بنسبة 172 في المئة وبأعلى من معدل نمو السوق، وبلغت قيمة النمو في الودائع أكثر من 3 مليارات دينار.
وشدد العمر على ان «بيتك» يعمل لزيادة حصته السوقية في كثير من الان