أكد مدير إدارة العقار الدولي في بيت التمويل الكويتي "بيتك" علي عثمان الغنام أن أزمة الأسواق العالمية الحالية لم تأت من فراغ بل جاءت عبر تبعات تمثلت في عدم التزام الأفراد بسداد التزاماتهم تجاه الشركات التمويلية فضلا عن وقوع العديد من الممارسات التي لم تأخذ في الحسبان حجم المخاطر المترتبة على ذلك، مبيناً أن الحكومات متمثلة في هيئاتها الاقتصادية وبالأخص البنوك المركزية تسعى حالياً لتسخير كافة جهودها في مقاومة تلك الأزمة وحماية الأسواق من تفاقم الخسائر.
جاء ذلك في حفل تكريم لـ "بيتك" على هامش "المنتدى العالمي للاستثمار العقاري" و المنعقد حالياً بالرياض برعاية "مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية". و قد دشن سمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض المنتدى رسميا، ومنح "بيتك" جائزة أفضل صندوق عقاري إسلامي بعد الأداء المتميز الذي تمثل في صندوق "بيتك" للعقارات الآسيوية.
وأضاف الغنام في كلمته أن صناعة الاستثمار الاسلامي أصبحت تحقق نموا باهراً حيث أن عدد المؤسسات التي تعمل وفق احكام الشريعة الاسلامية حول العالم في 75 دولة بلغ حوالي 400 مؤسسة يتوقع ان تصل اصولها الى 600 بليون دولار نهاية العام الحالي و إلى 2 ترليون دولار بحلول عام 2013 بمعدل نمو سنوي 20%.
الخليج.. مركز الانطلاقة
وأشار إلى أنه يتوقع ان تبلغ اصول تلك المؤسسات 300 بليون دولار نهاية العام الجاري في منطقة الخليج العربي حيث تشير الارقام الى ان النمو في عام 2007 لتلك الصناعة في المنطقة بلغ 33% ، ويتوقع ان تبلغ اصولها 500 بليون دولار في نهاية العام 2010، حسب تقرير وكالة موديز، كما أن هناك دراسات أخرى تشير إلى ان 80% من البنوك الخليجية ستتحول للصناعة المصرفية الاسلامية في حلول عام 2015.
وأضاف أن منطقة الخليج العربي تعد النواة التي انطلقت منها تلك الصناعة ، كما تعتبر اوروبا ايضا مركزا حديثا لتلك الصناعة اصبحت تضاهي في مجال الاستثمار الشركات الاستثمارية الاسلامية الخليجية وتنافسها في نفس المجال، وابرز تلك الدول المملكة المتحدة (بريطانيا).
وعن السوق الكويتي أوضح الغنام أن هناك حوالي 50 شركة استثمارية اسلامية في الكويت ، وهذا ما يؤكد نجاح "بيتك" كونه الرائد الأول في هذا المجال وصاحب اللبنة الأولى لأول بنك إسلامي مشيراً إلى أن أصول الشركات الاستثمارية الاسلامية في الكويت تبلغ 7.9 بليون دينار بمعدل نمو 22%، هذا إلى جانب المصارف الإسلامية الكويتية والتي تشكل أصولها نحو الضعف.
آسيا .. السوق الواعد
وعن تحرك "بيتك" نحو الأسواق الآسيوية علل الغنام ذلك بنمو تلك الأسواق وتقبلها للمنتجات الإسلامية بشكل كبير ففي ماليزيا تشكل شركات التامين الاسلامية 85%، كما تعد ماليزيا احد اهم الاسواق التي تنشط فيها الصكوك الاسلامية وتشكل نسبة 60% من اجمالي الصكوك في العالم حيث بلغت في عام 2007 حوالي 100 بليون دولار،بدعم من الحكومة الماليزية لتلك الصناعة.
وتعد سنغافورة أيضا احدى الوجهات الحديثة للصناعة المالية الاسلامية وبلغ اجمالي اصول الصناديق العقارية العاملة وفق احكام الشريعة الاسلامية في عام 2005 حوالي 2 بليون دولار.
وعن التحديات التي تواجه الصناعة المصرفية الاسلامية في الوقت الحالي ذكر الغنام أنها أصبحت محط أنظار الاقتصاديين في العالم وذلك بعد الخبرة التي تجاوزت 30 عاما تقريبا منذ انطلاقتها ، حيث أن المنهجية الواضحة جعلت تلك الصناعة تنجح وتتوافق مع متطلبات السوق و احكام الشريعة الاسلامية، مؤكداً سعي المؤسسات الإسلامية لخلق منتجات جديدة تناسب عملاءها و ايجاد حلول تمويلية دائما سواء في ادارة السيولة او ادارة الائتمان او غيرها من أدوات التمويل المختلفة. كما تسعى إلى إيجاد مفهوم موحد لهذه الخدمات.