قال مدير عام بيت التمويل الكويتي "بيتك" محمد سليمان العمر إن سياسة الانتشار العالمي التي انتهجها "بيتك" في تأسيس بنوك تابعة في تركيا والبحرين وماليزيا والأردن تنبع من كون رسالة بيتك عالمية وموجهة لخدمة الفرد والمجتمع وهدفها المساهمة في التنمية منوها بأن فروع "بيتك" المنتشرة في العالم ويزيد عددها عن 150 فرعاً تقوم بدور مهم ولديها إستراتيجية واضحة في مد جسور التعاون وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول والحضارات المختلفة .
وشدد العمر في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة سي ان بي سي CNBC الأوروبية على أن النجاح الذي حققه بيتك على مستوى العالم كان أساسه التزامه بمنهجه الشرعي الذي حفظ المؤسسة وساعدها على تطبيق الأدوات الاستثمارية حسب الضوابط التي ترسمها الشريعة الإسلامية في المعاملات الاقتصادية بشكل عام مشيرا إلى أن ذلك النجاح كان ردا قاطعا على كل من شكك في فشل قيام البنوك الإسلامية والتي أصبحت محط اهتمام البنوك الكبرى في العالم كسيتي بنك Citi Bank و اتش اس بي سي HSBC .
وحول النوافذ الإسلامية في البنوك التقليدية قال العمر في حديثه للقناة التى يصل عدد مشاهديها إلى نحو 300 مليون شخص " إنها تعتبر إيجابية وتؤكد صدق وواقعية منهج عملنا ، موضحاً بأنه يتحتم على تلك النوافذ أن تتخذ من الرقابة الشرعية سبيلا لها ومعيار تقييم لأنشطتها ، وان على عملائها مسئولية ودورا في مراقبتها خاصة في ناحية الالتزام الشرعي .
وفي سؤال عن مدى نجاح الصيرفة الإسلامية في الغرب قال العمر:إنني أرى آفاقا واسعة ومستقبلا كبيرا مازال ينتظر العمل المالي الاسلامى في اوروبا والولايات المتحدة وكثير من دول العالم .
وأضاف أن الاقتصاد الاسلامى أصبح يدرس الآن في اكبر واعرق الجامعات الغربية وتمنح فيه الدرجات العلمية وأنا شخصيا قد شاركت في ندوات ومحاضرات في جامعات أوروبية وأمريكية لشرح مبادئ وتطبيقات الاقتصاد الاسلامى .
وذكر بأن هناك مجالات عديدة ومشاريع كثيرة شاركنا فيها مع حلفاء استراتيجيين من البنوك العالمية الكبرى مثل دوتشى بنك وسيتى بنك واتش اس بى سى وكاليون وغيرها فنحن لا نعمل بمفردنا .
كما نفذ بيتك صفقات عديدة في أوروبا مثل تمويل ولاية ساكسونى انهالت الألمانية بإصدار صكوك وشراء مراكز البريد في السويد بمحفظة خاصة تم بيعها فيما بعد ، وإنشاء صناديق في بريطانيا وغيرها بالإضافة إلى استثمارات أخرى في الولايات المتحدة .
وأكد على أن التقدم الذي أحرزه "بيتك" بمناسبة حصوله على لقب أفضل بنك لعام 2007 بتقدير من "ذي بانكر" العالمية بعد ان استطاع ابتكار أدوات استثمارية متوافقة مع الشريعة الإسلامية خلال مسيرة الثلاثين عاما الماضية، مثمنا ثقة عملاء "بيتك" التي امتدت منذ التأسيس وحتى اليوم مما يجعل الابتكار وجودة الخدمة أمرين حتميين يسعى "بيتك" إلى تطبيقهما بصفة مستمرة لتعزيز تلك العلاقة بتقديم سلة خدمات بمستوى عالمي.
وأضاف العمر" من بين الألقاب التي أطلقت على "بيتك" "هارفارد البنوك الإسلامية" كونه مدرسة الصناعة المصرفية الإسلامية من جهتين أولهما الابتكار والإبداع الذين كانا من ركائز نجاح بيتك حيث قدم مجموعة متكاملة من الخدمات والمنتجات تلبى احتياجات الأفراد والشركات، والجهة الأخرى هي تخريج "بيتك" عدد كبير من قياديي الشركات والبنوك الإسلامية في الكويت والمنطقة حيث عملوا فيه قبل أن يؤسسوا أو يساهموا في تأسيس شركات إسلامية أخرى.
وعن المشاريع التنموية التي أنجزها "بيتك" ذكر العمر بأن هناك العديد من المشاريع الضخمة التي ساهم "بيتك" في تمويلها أو إنجازها ومن بين تلك المشروعات درة البحرين التي تعتبر أحد أبرز ملامح التطور العمراني في البحرين وكذلك تمويل مشروع إيكويت بمشاركة بنوك عالمية تقليدية وكان أول مشروع يجمع بين التمويل التقليدي والإسلامي.
وتطرق العمر إلى جزئية مهمة بين فيها أهمية الصكوك كبديل شرعي للسندات وتوفر سيولة من خلال توريق أصل قائم وبالتالي فهي مصدر امن لتمويل مشاريع الشركات والحكومات وتوسعاتها المستقبلية .
وعن دور بيتك في مجال الصكوك أوضح العمر أن "بيتك" ساهم في إصدار وإدارة صكوك بأكثر من 4مليارات دولار لشركات وحكومات في الشرق الأوسط والعالم كما أسس مؤخرا شركة للعمل في مجال ا