قال الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي- بيتك- محمد سليمان العمر إن الإجراءات والتعليمات التي أصدرها بنك الكويت المركزي في الفترة الأخيرة جنبت المصارف الكويتية ومن ثم المصارف الكويتية من تفاقم حدة تداعيات الأزمة المالية العالمية ، فمثلا ساهمت قاعدة 80-20 أى تحديد نسبة محفظة التسهيلات الائتمانية إلى اجمالى ودائع الأفراد والقطاع الخاص ب 80 في المئة وهو ما وضع سقفا لمنح الائتمان ومنع من الإفراط في الإقراض إضافة إلى متابعته الحثيثة والمستمرة لأداء الجهاز المصرفي مشيرا إلى أن الاقتصاد الكويتي لديه عناصر قوة تعزز النظرة الايجابية إليه في الخارج ومنها أن الكويت دولة ذات ملاءة مالية وقدرات بشرية مدربة ومؤهلة ولديها نظام ديمقراطي يعزز من الحريات ويضفى على تشريعاتها وقوانينها استقرارا كبيرا .
وأضاف العمر في لقاء مع طلبة جامعتي لاتروب latrobe وسونبورن swin burne الاسترالية الذين يزورون البلاد حاليا بأنه في المرحلة المقبلة إذا ما تم إعطاء الأولوية إلى الاقتصاد في اهتمامات السلطتين ، فسنرى تطورات اقتصادية ملموسة تساهم في تحريك العجلة الاقتصادية ودعم السوق، فالحكومة مدعوة لزيادة الإنفاق وطرح مشاريع أمام المستثمرين وإزالة بعض العراقيل، وعلى السلطة التشريعية ممثلة في النواب دعم هذا التوجه وإبداء مزيد من التعاون، فالعامل الاقتصادي أصبح عند المواطن المعيار الأهم لتقييم انجازات الجانبين .
ونوه العمر خلال اللقاء الذي ضم طلبة وأساتذة إلى أن الخدمات والمنتجات والمالية الإسلامية أصبحت قطاعا مهما في الاقتصاد العالمي وهى متاحة للجميع بصرف النظر عن العرق أو الجنس أو الدين وقد وجدت العديد من الأسواق في العالم في المنتجات المالية الإسلامية خيارا بديلا ومهما في ظل الأزمة التي تضرب الأسواق حاليا ، داعيا البنوك الإسلامية إلى البناء على هذا الواقع الايجابي نحو مزيد من الانتشار والنمو وتوضيح المفاهيم خاصة في جانب المعاملات التي يكثر استخدامها مثل المرابحة والإجارة والاستصناع وغيرها ، مقدما في هذا المجال شرحا مختصرا عن الفرق الجوهري بين البنك الاسلامى والبنك التقليدي وتطور مسيرة الأول حيث نهض بيتك بدور ريادي في تاريخ الصيرفة الإسلامية وأصبح عنوان نجاها البارز على مختلف الأصعدة .
وأوضح انه على هامش اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين التي عقدت في بداية الشهر الماضي في اسطنبول بتركيا التقى بعدد كبير من القيادات المصرفية العالمية ولاحظ الاهتمام الكبير الذي تبديه كبرى المؤسسات المالية بصناعة المال الإسلامية وهو ما يفسر ما نراه من رغبة هذه المؤسسات بالدخول في هذه الصناعة التي تعتبر الأكثر والأسرع نموا بين جميع الاقتصادية كما يفسر انتشار هذه الصناعة على مستوى العالم وذلك لسبب جوهري ورئيسي وهو أن عملها ينصب على اعمار الأرض اى أن تمويلاتها تذهب إلى قطاعات الاقتصاد الحقيقي ومدعومة بأصول ملموسة .
وأكد العمر على أن عمل بيتك في الأسواق الدولية يستهدف تحقيق أفضل العوائد لمساهميه ومودعيه من خلال الاستفادة من تطورات الأسواق ووجود طلب على الخدمات المتوافقة مع الشريعة، مشيرا إلى أن هناك بعض المنتجات مثل الصكوك يمكن أن تساهم في حل مشاكل التمويل التي تتعرض الشركات في الوقت الراهن، خاصة وإنها لا تكلف ميزانيات الشركات كما هو الأمر في الأدوات التمويلية الأخرى ويسهل تسييلها وبالتالي يمكن أن تكون أداة لتوفير الأموال ، وقد نجح بيتك خلال السنوات الماضية في تريب صكوك بأكثر من 4 مليارات دولار لشركات وحكومات في المنطقة وحول العالم وانشأ مؤخرا شركة تختص بهذا المجال وهى شركة بيت إدارة السيولة التي تعمل حاليا على إدارة إصدار صكوك ليس في الكويت فحسب وإنما على مستوى الخليج .