أكدت رئيس مركز العمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح أن العمل التطوعي في أي مجتمع يعتبر دعامة رئيسية في جهود التنمية ويأتي في مقدمة مقاييس فكره التطوري، مشددة على أن هناك إقبالا متزايدا من الشباب الكويتي على الانخراط على العمل التطوعي الذي يتسع ليشمل مجالات متنوعة منها ما يتعلق بالبيئة،ومنها ما يتعلق بشكل مباشر بالإنسان،بالإضافة إلى شمولها لكل عمل يبذل في صالح المجتمع .
وفي حفل تدشين حملة "أعد للقلب نبضاته" أشادت الشيخة أمثال الصباح بدور بيت التمويل الكويتي "بيتك" في تبني ورعاية هذه الحملة مشددة على أهمية تضافر الجهود لدعم كل عمل يتجه لخدمة المجتمع والإنسان، وأكدت أنها كرئيس لمركز العمل التطوعي سوف تسخر كل ما تمتلكه من إمكانات في خدمة تنفيذ هذه الحملة التي أصبحت ضرورية ويحتاجها الجميع وفي كل الأماكن خاصة وأن الحملة تتضمن وتركز على تدريب وتهيئة متطوعين على القيام بالإسعافات الأولية في مختلف الظروف والأماكن
وأكدت بأن أهم رسالة يجب أن يحملها كل فرد في المجتمع هي أن مصلحة الفرد يجب أن تلتقي مع مصلحة الجماعة وهي في نهاية الأمر مشروع ثقافة عامة يجب أن تتضافر جهودنا جميعا لأن تزرع في المجتمع، وأوضحت بأن إنجاز هذا المشروع في الكويت لا يحتاج إلى مجهود كبير حيث أن أهل الكويت يميلون بتلقائية إلى مد يد العون للآخرين وأن غاية ما في الأمر أن تكون هذه الجهود مدروسة وأن تنفذ بأسلوب علمي سليم.
مساهمة "بيتك"
من جهته أوضح الرئيس التنفيذي لـ "بيتك" محمد سليمان العمر أن مبادرة "بيتك" في تبني حملة "أعد للقلب نبضاته" هي خطوة مكملة لتبنيه المشروع الأول المتعلق بمرض السكري، حيث تهدف الحملة إلى التوعية بشأن الإسعافات الأولية وعمليات الإنعاش القلبي مشيراً إلى أن مساهمة "بيتك" تأتي في إطار أداء الواجب الوطني في دعم جهود الحكومة للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، علاوة على تقديم قيمة مضافة للمجتمع وكذلك العملاء والمساهمين حيث تنسجم مع قيمهم وتجعلهم يشعرون بالفخر والانتماء إلى "بيتك".
وأضاف العمر:إن مجال الإسعافات الأولية سلوكا وعلما يجب أن يصاحب كل فرد في جميع الأحوال، ونعمل أن تكون ثقافة عامة، ففي حالات كثيرة قد يكون تدخل أحدنا سببا في إنقاذ حياة مصاب أو مساعدة نفسه على الأقل، حيث أن برنامج الحملة سيتضمن تدريبا نظريا وعمليا يحصل في نهايته المشاركون على شهادة موثقة ومعترف بها، مما سيخلق كوادر مدربة تفيد المجتمع من حولها مشيراً إلى ضرورة أن تركز الحملة على شرائح بعينها خاصة الشباب والسيدات.
وذكر العمر بأن البرنامج يتكامل مع جهد سابق قدمه "بيتك" للمجتمع وتمثل بالتبرع بمبلغ 1.5 مليون دينار لبناء 15 مركز إسعاف في مختلف مناطق الكويت تقديرا لما لهذه الخدمة من دور وأهمية في إنقاذ الأرواح وإغاثة المصابين بشكل عاجل وناجح بإذن الله.
وتقدم العمر بالشكر الجزيل للجهات المشاركة في هذه الحملة وهي مركز العمل التطوعي ممثلا برئيس المركز الشيخة أمثال الأحمد الصباح ونائب الرئيس المهندس أحمد المرشد، ومستشفى السلام الدولي التابع لـ "بيتك"، بالإضافة إلى الجهة المنفذة وهي جمعية القلب الأمريكية وجميع الداعمين والمشاركين في الحملة.
مستشفى السلام
من جانبه وجه رئيس مجلس إدارة شركة مستشفى السلام الدولي الدكتور طارق المخيزيم الدعوة للراغبين بالمشاركة في الحملة للتسجيل عبر موقع المستشفى الالكتروني www.sih.com.kw ، حيث أنه سيتم التنسيق مع جمعية القلب الأمريكية لتنظيم دورات تدريبية مجانية للمتدربين مع منحهم شهادة متخصصة ومعتمدة، مشيراً إلى أن المشاركة في هذه الحملة هي جزء من المسئولية الاجتماعية إلى جانب الجوانب الأخرى المتمثلة في التوعية وغيرها.
وقدم د.المخيزيم التحية لجميع المشاركين في الحملة التي جاءت ببادرة من "بيتك" مؤكداً أن مشاركة الشيخ أمثال الأحمد الصباح كداعم تطوعي مع جمعية القلب الأمريكية المتخصصة في هذا المجال مع كادرها الطبي من داخل وخارج الكويت سيساهم في تحقيق أهداف الحملة المنشودة.
وأشار د.المخيزيم إلى أن شركة مستشفى السلام الدولي استطاعت منذ انطلاقة "بيتك" في تحويلها إلى شركة مساهمة منذ 2003 أن تحقق إنجازات عديدة تمثلت في حصوله على جوائز وتقديرات رفيعة من جهات عالمية، حيث تتمتع بإمكانيات كبيرة وقدرات عالية على تطوير جهودها الطبية وإمكانياتها البشرية والمادية للمنافسة على الخدمة الرفيعة في مجال عملها على مستوى الكويت والمنطقة.
جمعية القلب الأمريكية
وبين الدكتور نجيب العثمان المنسق المعتمد لمركز تدريب جمعية القلب الأمريكية في الكويت أن الجمعية تسعى للتصدي للمشاكل المتعلقة في توعية أفراد المجتمع بالأساليب المثالية للتعامل مع الحوادث أوالأزمات القلبية المرتبطة بالتلوث أو التغذية السيئة خصوصا لدى الأطفال ،وذلك من خلال انتشارها عبر مراكز تدريبية في جميع أنحاء العالم لتدريب كل الأطباء وغيرهم على السبل الوقائية والإسعاف في مركز غير ربحي ومنها المركز الذي احتضنته مستشفى السلام والمعترف به من جمعية القلب الأمريكية.
وأضاف العثمان أن هناك مئات الألوف من البشر يموتون حول العالم خلال الدقيقة الواحدة نتيجة الأزمات القلبية المختلفة، والتي من الممكن الاستجابة لها عبر الأساليب المثلى في الإسعافات الأولية أو الإنعاش القلبي، مشيراً إلى أن مثلث النجاح في علاج هذه المشكلة يتمثل في البيئة النظيفة وهو الدور الذي تبادر به الشيخة أمثال الأحمد الصباح من خلال مركز العمل التطوعي، وكذلك التوعية الهادفة والتي يتبناها "بيتك" مع مستشفى السلام الدولي، علاوة على التدريب المستمر على إنقاذ الحياة وهو الدور الأساسي المطلوب من جمعية القلب الأمريكية لتحقيق أهداف الحملة.
وبين العثمان أن التعاطي بإيجابية مع الحملة ينبع من الدور الإنساني المطلوب من أفراد المجتمع فقد مرت علينا خلال السنوات التي عملنا فيها بوحدات العناية المركزة عدة حالات كان بالإمكان معالجتها لو أن لدينا أفرادا مؤهلين في مجال الإسعافات الأولية أو الإنعاش القلبي.
جهود عالمية
وتطرقت المدير الإقليمي لجمعية القلب الأمريكية في الشرق الأوسط زهراء الهلالي إلى ضرورة تزويد أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين بثقافة الإسعافات الأولية، وذلك استمرارا لجهود بدأها 6 أطباء في 1924م بتأسيسهم الجمعية، واليوم هي أكبر منظمة تطوعية للرعاية الصحية في العالم بـ 3 آلاف موظف، و22 مليون داعم ومتطوع في جميع أنحاء العالم.
وأشارت الهلالي إلى أن الجمعية تدرب سنوياً 11 مليون متطوع في مجال إنقاذ الحياة والإنعاش القلبي الرئوي والرعاية الطارئة للقلب من خلال البرامج التدريبية، حيث تنتشر أعمالها اليوم بين 3500 مركزا في 65 دولة من مختلف أنحاء العالم، حيث ترجمت مواد التدريب إلى 17 لغة منها اللغة العربية، كما وضعت الجمعية هدفاً لتدريب 25 مليون شخص في العالم سنوياً وذلك حتى حلول 2015م.
كما تناولت المدربة الإقليمية المعتمدة لجمعية القلب الأمريكية الدكتورة تغريد النجار من المملكة الأردنية الهاشمية الجهود التي تبذلها الجمعية في متابعتها لمستجدات الدراسات الحديثة في مجال الإنعاش القلبي وذلك من خلال إصدارها إرشادات جديدة كل خمس سنوات لدعم المراكز العاملة في هذا المجال.
وبينت د.النجار أن رسالة مراكز إنعاش القلب والتنفس تتلخص في الحد من الإعاقات أو الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والشرايين من خلال إدخال ما يعرف بسلسلة الحياة كما أشارت إلى أن زيادة فرص التدريب ستنعكس إيجابا في مضاعفة فرص بقاء الأفراد على قيد الحياة خلال الأزمات أو الحوادث، حيث أن سوء التصرف في مثل هذه الحالات أو عدم العلم بالطريقة المناسبة للتفاعل معها يجعل فرص بقاء المريض على قيد الحياة بنسبة تتراوح بين 7-10 بالمائة خلال كل دقيقة تأخير.
وشددت على أن المجتمع المحلي هو الوحدة القلبية الرئيسية لتقيم الرعاية لمرضى القلب، إضافة إلى أن برامج الإنعاش القلبي التنفسي تعد من المنابر القيمة لتثقيف الأفراد في تحمل المسئولية لتحقيق أفضل النتائج من خلال التدريب العام والشامل للمتطوعين مما له الأثر المباشر في تحقيق معدلات عالية من الإنعاش للمرضى أو المصابين الذين يتعرضون لتوقف القلب المفاجئ.