اكد الرئيس التنفيذى فى بيت التمويل الكويتى "بيتك" محمد سليمان العمر ان القطاع الخاص يستطيع ان يقوم بدور محورى فى التخفيف من حدة القضايا المتعلقة بشريحة الشباب واهمها التوظيف والاسكان اذا ما اتيحت له الفرصة برؤية متكاملة تقدم المزايا والتحفيزات اللازمة،مشيرا إلى ان نصف سكان الكويت تقريبا من الشباب، وهوما يفرض اعباء على الحكومة تتمثل فى التدريب والتوظيف والارتقاء بمستوى التعليم، ويمكن من خلال طرح مشاريع وزيادة حجم الانفاق الحكومى، دعم قدرات القطاع الخاص ودفعه للمساهمة فى تقديم الحلول مثل المزيد من الوظائف وتمويل المشروعات الكبرى خاصة فى مجال الاسكان والبنى التحتية.
واوضح العمر العمر فى كلمته امام مؤتمر تمكين امس ان تحريك عجلة السوق وزيادة الانفاق والقضاء على الروتين والبيروقراطية وسن تشريعات تعزز القطاع الخاص من شأنه المساهمة فى توسيع دوره فى استقطاب كفاءات جديدة من الشباب وتوظيفها، كما ان انشاء مدن جديدة ينشط السوق العقارى المرتبط به اكثر من 50 سلعة وحرفة يحدث رواجا فى السوق وفى نفس الوقت ذاته يتم توفير الرعاية السكنية والحد من تكدس الطلبات،واذا توفر للشاب فرصة العمل والسكن،فاننا نضمن مواطنا صالحا يساهم فى رفعة وطنه وتقدمه ويكون عنصرا مهما فى تحقيق التنمية والنهوض بالمجتمع .
وقال العمر ان "بيتك" يعد هارفارد البنوك الإسلامية، حيث تخرج في مدرسته قيادات تولت مواقع مسؤولية في العديد من المؤسسات المالية الإسلامية ويفسح مجالا واسعا للشباب وللقدرات والطاقات المبدعة فى العنصر الوطنى، فالمبدأ الذي يسير عليه «بيتك» يحث على التعلم والإنتاج والابتكار،فالبرامج التدريبية التي تصقل مهارات بناء الشخصية وآلية اتخاذ القرار تحظى بأولوية في خطط وبرامج تدريب الموظفين فى "بيتك" .
واضاف: استطاع «بيتك» أن يساهم فى خلق فرص عمل واستثمار حقيقية، وتنمية الاقتصاد محليا وإقليميا وعالميا، انطلاقا من مبدأ "إعمار الأرض" الذي يعمل البنك وفقه، علاوة على ان المؤسسات الناجحة هي التي تعمل لتوفير خطوط متتالية من الخبرات للمحافظة على مستوى العمل وعدم الاعتماد على اشخاص بعينهم، منوها بان«بيتك» بادر بإعادة النظر في نموذج أعماله وإعادة الهيكلة، بما يحسن من ربحيته ويعزز استدامتها.
ودعا العمر الشباب إلى دراسة التغيرات التي طرأت على سوق العمل جيدا ومعرفة التخصصات والوظائف التي زاد الطلب عليها، ثم معرفة المتطلبات والمهارات التي تحتاجها هذه الوظائف والعمل على تنميتها وصقلها، فالاقتصاد العالمي يمر بمرحلة مهمة من التحول واعادة الهيكلة انعكست على استراتيجيات وخطط الشركات في ما يتعلق بالانشطة والاعمال والتوظيف،مشددا على اهمية التفاؤل بالمستقبل، فالنجاح لا يتحقق مع الشعور بالإحباط أواليأس.
وقال ان قرار التخصص والعمل في مهنة معينة ليس سهلا اوعملا يترك للصدفة، لذا يجب اتخاذه بعناية وبعد دراسة متأنية، والشاب المقبل على سوق العمل الان امامه القطاع الحكومي والخاص، وعليه ان يقارن ويتخذ القرار ويتحمل المسؤولية، لكن من المفروض الا تكون رؤيته مقتصرة على عنصر اوعنصرين مثل، المزايا المالية والاستقرار الوظيفي فقط، فالاعتبارات المادية رغم اهميتها قد لا تكون وحدها ايجابية لشخصية الفرد على المديين المتوسط والبعيد، اذا كان لديه الطموح ويتمتع بشخصية ديناميكية وطاقة ابداع خلاقة.
واستعرض العمر بعض التحديات التى واجهها "بيتك" وخاض غمارها محققا فيها نجاحات مهمة واستراتيجية ساهمت فى احداث نقلة نوعية فى عمل البنوك الاسلامية ومنها المشاركة فى مشروع ايكويت الذى وضع اسس مشاركة المؤسسات المالية الاسلامية مع التقليدية فى مشروع واحد مع محافظة كل جانب على خصوصية عمله، وفى "بيتك تركيا" انتقلنا به من بنك محلى محدود إلى بنك اقليمى وعالمى، استطاع ان يواجه مشكلات اقتصادية ويخرج قويا اكثر انتشارا وتوسعا بحيث اصبح الان لديه نحو 270 فرعا فى تركيا وبنوك فى دبى والبحرين وجارى انشاء بنوك فى قطر والمانيا .
واشار العمر إلى جهود تنويع استثمارات "بيتك"ومنتجاته حيث لم يكن هناك فرص استثمارية متنوعة لدى عملائه سواء من حيث مجالات الاستثمار او فترات العائد فمعظم الاستثمارات كانت محلية محدودة فى مجال او مجالين وتعطى عوائد سنوية فقط، وبجهود متواصلة تم التوسع فى مجالات الاستثمار والدخول إلى مجال العقار الدولى وطرح صندوق اعمار ذى العوائد القصيرة الامد، ومنتج الودائع الاجنبية ربع السنوية والوديعة ذات العوائد الشهرية " الكوثر"بالاضافة إلى الصكوك وحسابات الذهب والبطاقات المصرفية المتنوعة.