- نتطلع الى بناء تشريعي يجعل الكويت مركزا عالميا لإصدارات الصكوك وتسويقها
- الصفقة انفتاح على السوق الأفريقي الواعد وتمهد لإصدارات جديدة في دول اخرى
قال رئيس مجلس الادارة في بيت التمويل الكويتي "بيتك" حمد عبدالمحسن المرزوق ان قيادة مجموعة "بيتك" من خلال شركته التابعة "بيتك الاستثمارية" لعملية إصدار أول صكوك سيادية لجمهورية جنوب افريقيا بقيمة 500 مليون دولار يؤكد ريادة "بيتك" وقدرته على فتح اسواق جديدة وجذب عملاء متميزين إلى منتج الصكوك سواء حكومات او شركات، مشيرا إلى إن جمهورية جنوب أفريقيا من اكثر الدول المصدرة للسندات التقليدية وتحولها نحو الصكوك كبديل استراتيجي سيكون له اثار اقتصادية واسعة ويساهم في تنويع مصادر التمويل على مستوى القارة الأفريقية بالنظر إلى المكانة التي يحتلها اقتصاد جنوب افريقيا وتداخله مع الدول المجاورة.
وأضاف المرزوق في تصريح صحفي بان "بيتك" في هذه الصكوك قام بأكثر من دور، فعلاوة على قيادة عملية الترتيب والترويج، ساهم في تقديم الدعم الفني والخبرة المتميزة التي مكنت حكومة جنوب أفريقيا من تعديل بعض القوانين والتشريعات الداخلية حتى يتم إصدار مثل هذه الصكوك والموافقة عليها من النواحي القانونية والضريبية ومطابقتها لأحكام الشريعة الإسلامية، حيث إنها المرة الأولى التي تخوض فيها مثل هذه التجربة،معربا عن ثقته في الأثر الجيد الذي سوف تتركه من خلال بناء الهيكل التشريعي الذي يمكن من إصدار المزيد من الصكوك السيادية في جنوب أفريقيا بالإضافة إلى توفير الطريق للشركات والمؤسسات الجنوب أفريقية للدخول في هذا المجال. كما أكد النجاح الكبير في تغطية قيمة هذه الصكوك حيث تجاوز الطلب على الاكتتاب في الإصدار قيمة 2 مليار دولار، هى شهادة من قبل الجهات والمؤسسات المالية والاستثمارية المشاركة في هذه الصكوك والتي تجاوزت 130 جهة مالية إقليمية وعالمية على ثقتها في قوة ومتانة الاقتصاد الجنوب أفريقي.
وحول جهود تسويق الصكوك قال المرزوق إن "بيتك" الاستثمارية نجحت مع البنوك المنظمة الأخرى (بنك بي إن بي باريبا وستاندرد بنك) في تغطية قيمة الصكوك بأربعة أضعاف المبلغ المطلوب، حيث جرى ترتيب لقاءات مع مستثمرين في أوروبا واسيا والشرق الأوسط والخليج العربي. وقد ركز ممثلو حكومة جنوب أفريقيا خلال حملتهم الترويجية لهذه الصكوك في الخليج العربي على دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ودولة قطر والتي استحوذت على أكثر من 50% من إجمالي قيمة الاصدار، وأعرب المرزوق عن تطلعه في أن يتم تيسير المزيد من التشريعات والإجراءات للسماح بتسويق مثل هذه المنتجات في الكويت وجعلها احد المراكز المالية العالمية وتوفير البنية التحتية لهذا المنتج المالي المتميز الذي يحظى بقبول وتوسع عالمي كبير، حيث تتوافر الإمكانيات الفنية والمادية والخبرات البشرية للمؤسسات الكويتية الرائدة التي تمكنها من تحقيق مثل هذا الهدف .
وأوضح المرزوق بأن الصكوك التي تم إصدارها لصالح حكومة جنوب أفريقيا هي أول صكوك سيادية على مستوى القارة، والثالثة من نوعها لدولة غير إسلامية بعد الصكوك التي أصدرتها المملكة المتحدة وهونج كونج مؤخرا، وقد تم استخدام أصول ملموسة لإصدار هذه الصكوك مما منحها تصنيفا ائتمانيا استثماريا من قبل وكالات التصنيف العالمية الكبرى وهى موديز وفيتش وستاندرد اند بورز . هذا وسيتم إدراج هذه الصكوك وتداولها في سوق لوكسمبورج للأوراق المالية مما سيمكن المستثمرين من التعامل مع هذه الصكوك و شرائها وتداولها. وتستحق هذه الصكوك بعد 5 سنوات وتسعة شهور من تاريخ الإصدار وبعائد ثابت يعادل 3.9 % مما يعطى المستثمرين عائدا جيدا خلال مدة الاستثمار.
وأكد المرزوق استمرار جهود مجموعة "بيتك" في إصدار المزيد من الصكوك للحكومات والشركات حول العالم بما يعزز من دور ومكانة هذا المنتج الذى يعد البديل الشرعي للسندات ويساهم في توفير التمويل للعديد من المشاريع بأسلوب مبتكر واليات ميسرة، مما يعزز من دور الصيرفة الاسلامية في المشاركة في المشاريع الكبرى والمساهمة في جهود التنمية في مختلف المجتمعات .
وكان "بيتك" قد اعلن مؤخرا عن المشاركة في ترتيب صكوك سيادية تبلغ قيمتها 750 مليون دولار ومدتها 10 سنوات كأول اصدار سيادي لإمارة الشارقة، وبلغ إجمالي الطلب على هذه الصكوك 7.8 مليار دولار أمريكي، بما يمثل 10 أضعاف القيمة المصدرة، وشهدت إقبالا من أكثر من 250 مؤسسة مالية إقليمية وعالمية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بمجال التمويل الإسلامي كمصدر سيادي للتمويل.